تأثير التكنولوجيا على صحة أطفالنا النفسية في العالم الرقمي 2024
كل ما تريد معرفته عن تأثير التكنولوجيا على صحة أطفالنا النفسية
في عصر التكنولوجيا المتسارع أصبحت الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا، ومع تزايد استخدام الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وألعاب الفيديو يتزايد القلق حول تأثير هذه التكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفالنا، وهذا المقال الذي يستند إلى دراسات حديثة في عام 2024، سنقدم رؤية شاملة حول هذا الموضوع المهم متناولين الفوائد المحتملة، والمخاطر المرتبطة، والحلول الممكنة.
لا تنسوا الإطلاع على باقي مقالاتنا على موقعكم الويب نيوز، ونرحب بمشاركتنا تجاربكم عبر التعليقات.
الفوائد المحتملة للتكنولوجيا
1- المساعدة في التعليم والتعلم التفاعلي:
عن طريق تحسين عملية الوصول إلى المعلومات:
حيث توفر التكنولوجيا منصات تعليمية تفاعلية تجعل التعلم أكثر جاذبية للأطفال، فالتطبيقات التعليمية، والفيديوهات التفاعلية، والألعاب التعليمية تعزز الفهم بطرق مبتكرة، وهناك دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في 2023 أظهرت أن الأطفال الذين يستخدمون تطبيقات تعليمية تفاعلية يحققون تحسنًا في مهارات القراءة والرياضيات بنسبة 20%.
تقديم التعليم المخصص:
تتيح التكنولوجيا التعليم المخصص مما يسمح للطلاب بالتقدم وفقًا لسرعتهم الخاصة وتحقيق أهداف تعليمية محددة، فقدرات الأطفال في انجاز المهام متفاوتة تختلف من طفل لآخر، فما ينجزه طفل في ساعتين ينجزه طفل آخر في ساعة أو أقل.
2- المساعدة في التواصل الاجتماعي:
التكنولوجيا تساعد الأطفال على البقاء على اتصال بأصدقائهم وأفراد عائلتهم خاصة في فترات العزلة مثل جائحة كورونا، فمنصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتطوير مهارات التواصل .
المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا
على الرغم من فوائد التكنولوجيا إلا أن لها العديد من المخاطر التي تؤثر بالسلب على أطفالنا، فدعونا نتعرف على تلك المخاطر المحتملة للتكنولوجيا:
1- الانعزال الاجتماعي للطفل:
الاستخدام المفرط للأجهزة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التفاعل الاجتماعي الفعلي، فهناك دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد في 2024 وجدت أن الأطفال الذين يقضون أكثر من 3 ساعات يوميًا على الأجهزة الإلكترونية يظهرون انخفاضًا في مهارات التواصل الاجتماعي بنسبة 30%.
2- حدوث أرق ومشاكل في النوم:
التعرض المستمر لشاشات الأجهزة قبل النوم يؤثر سلبًا على نوعية النوم، فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعيق إنتاج الميلاتونين مما يؤثر على القدرة على النوم، وهناك تقرير من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في 2024 أشار إلى أن 70% من الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يعانون من اضطرابات النوم .
3- تعرض الطفل لمحتوى غير لائق:
قد يتعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب في حالة استخدامه للأجهزة الإلكترونية بدون رقابة مناسبة، ويشمل هذا المحتوى العنيف أو الغير لائق يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية ونظرتهم للعالم، وهناك دراسة نشرتها جامعة هارفارد في 2024 أظهرت أن 40% من الأطفال تعرضوا لمحتوى غير لائق على الإنترنت مما أثر على صحتهم النفسية .
4- اصابة الطفل بالقلق والاكتئاب:
هناك صلة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وزيادة معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال، حيث أن المقارنة المستمرة مع الآخرين والشعور بالضغط الاجتماعي يمكن أن يخلق شعورًا بالدونية والقلق، فهناك دراسة من مركز بيو للأبحاث في 2024 وجدت أن 50% من المراهقين يشعرون بالقلق والضغط الاجتماعي بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
الحلول والتوصيات للحد من تأثير التكنولوجيا على صحة أطفالنا النفسية:
في الواقع لا نستطيع منع أطفالنا من استخدام وسائل التكنولوجيا؛ لأنها باتت جزء لا يتجزأ من حياة أطفالنا وحياتنا نحن أيضًا، لكن هناك طرق للحد من تأثيرها على صحة أـطفانا سواء الجسدية أو النفسية، فدعونا نتعرف عليها:
1- وضع حدود زمنية لاستخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية:
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بحدود زمنية واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، وتوصى بأن لا يتجاوز الأطفال من سن 2-5 سنوات ساعة واحدة يوميًا على الأجهزة الذكية، وتمنع الأجهزة الإلكترونية بشكل نهائي عن الأطفال أقل من عامين.
فبالتالي يمكنك منح الأطفال الأجهزة الذكية، ولكن لوقت محدد لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم، وذلك تحت مراقبتك لهم.
2- تشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية للطفل:
يجب تشجيع الأطفال على الانخراط في أنشطة بدنية واجتماعية بعيدًا عن الشاشات، مثل الألعاب الرياضية، والموسيقى، والفنون، فتلك الأنشطة تساعد في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والجسدية والعقلية، وهي طريقة فعالة ومفيدة للبعد عن الأجهزة الإلكترونية.
3- المراقبة الأبوية والتوعية للطفل:
يجب على الآباء مراقبة المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم، والتأكد من أنه مناسب لأعمارهم، فهناك الكثير من المحتوى الغير أخلاقي وغير تربوي يشاهده الأطفال يوميًا على هواتفهم المحمولة يؤثر بالسلب على الأطفال، فيجب توعية وتوجيه الطفل على استخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول .
4- تعزيز التواصل الأسري:
الحقيقة أن قضاء الوقت مع الأطفال بعيدًا عن التكنولوجيا يعزز الروابط الأسرية ويوفر بيئة داعمة، فتفاعل مع طفلك من خلال بعض الأنشطة مثل القراءة معًا، أو الطهي، أو الرحلات يمكن أن تكون مفيدة لك ولطفلك.
5- توعية الأطفال بالأمان الرقمي:
- تعليم الأطفال أهمية الحفاظ على خصوصيتهم وعدم مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.
- وعية الأطفال بكيفية التعامل مع الغرباء على الإنترنت وعدم الرد على الرسائل المشبوهة أو قبول طلبات الصداقة من أشخاص غير معروفين.
التأثيرات الإيجابية والسلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال
الألعاب الإلكترونية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثير من الأطفال في العصر الرقمي، وتحمل هذه الألعاب تأثيرات إيجابية وسلبية متعددة على الأطفال، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نموهم الجسدي والعقلي والاجتماعي، فدعونا نتعرف عليها:
التأثيرات الإيجابية للألعاب الإلكترونية على الأطفال:
1- تطوير المهارات الحركية الدقيقة للأطفال:
- تتطلب الألعاب الإلكترونية تفاعلاً مستمراً بين العين واليد مما يساعد الأطفال على تحسين التنسيق بينهما، فالألعاب التي تتطلب تحريك الشخصيات أو العناصر بسرعة تعزز من هذه المهارات.
- ألعاب الفيديو التي تتطلب دقة عالية من التركيز، مثل الألعاب التي تتضمن التصويب أو التحرك في مسارات معقدة تساعد الأطفال على تطوير قدرتهم على التركيز والتصرف بدقة.
2- تعزيز التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات لدى الطفل:
- العديد من الألعاب تتطلب من اللاعبين التخطيط والتفكير النقدي لاتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، فالألعاب الاستراتيجية مثل “Minecraft” و”Age of Empires” تطلب من الأطفال بناء استراتيجيات معقدة والتخطيط للمستقبل مما يساعدهم على اكتساب التفكير النقدي.
- واستخدام ألعاب الألغاز مثل “Portal” و”The Witness” تشجع الأطفال على التفكير بطرق مبتكرة لحل المشكلات مما يعزز من قدرتهم على التفكير خارج الصندوق.
3- تنمية المهارات الاجتماعية للطفل:
- الألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت مثل “Fortnite” و”Among Us” تتطلب من الأطفال التعاون والعمل كفريق لتحقيق الأهداف المشتركة، ويساعدهم هذا على تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي.
- كما أن الألعاب الإلكترونية تتيح للأطفال فرصة التعرف على أصدقاء جدد من مختلف أنحاء العالم مما يساعد في بناء علاقات اجتماعية جديدة وتعزيز شعور الانتماء لديهم.
4- تعزيز التعلم والتفاعل مع التكنولوجيا لدى الطفل:
- هناك بعض الألعاب التعليمية تدمج التعلم بالترفيه، مثل “ABCmouse” و”Khan Academy Kids“، مما يساعد الأطفال على اكتساب المعرفة بطرق ممتعة.
- تساعد الألعاب الإلكترونية الأطفال على فهم التكنولوجيا واستخدامها بفعالية مما يعزز من مهاراتهم التقنية التي ستكون مفيدة لهم في المستقبل.
التأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال
1- الإدمان وقلة النشاط البدني لدى الطفل:
- قضاء الطفل وقت طويل في اللعب يمكن أن يؤدي به إلى الإدمان مما يؤثر على الأنشطة اليومية الأخرى مثل الدراسة والتفاعل الاجتماعي، والإدمان على الألعاب الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى تقليل الوقت المخصص للنوم والنشاطات البدنية.
- الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات قد يعانون من قلة النشاط البدني مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل صحية أخرى، وهناك دراسة من جامعة “Johns Hopkins” في 2023 أظهرت أن الأطفال الذين يلعبون أكثر من 3 ساعات يومياً على الألعاب الإلكترونية يعانون من انخفاض كبير في مستويات النشاط البدني.
2- زيادة العدوانية والعنف لدى الطفل:
- الألعاب التي تحتوي على محتوى عنيف قد تؤدي إلى زيادة السلوك العدواني لدى الأطفال، وهناك بعض الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون بشكل مستمر للعنف في الألعاب يمكن أن يصبحوا أقل حساسية تجاه العنف في الحياة الواقعية.
- كما أن الألعاب التي تتطلب منافسة شديدة قد تدفع الأطفال إلى تطوير سلوكيات عدوانية عند التفاعل مع الآخرين سواء في اللعبة أو في الحياة الحقيقية.
3- التأثير على الصحة النفسية لدى الطفل:
- استخدام الطفل المفرط للألعاب الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب، خاصة إذا كان الطفل يستخدم الألعاب كوسيلة للهروب من مشاكله الواقعية، وهناك دراسة من مركز “Pew Research” في 2024 وجدت أن 60% من المراهقين الذين يقضون أكثر من 5 ساعات يومياً على الألعاب الإلكترونية يعانون من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب.
- وبالرغم من أن الألعاب يمكن أن تساعد في بناء علاقات إلا أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية حيث يقضي الأطفال وقتًا أقل في التفاعل الفعلي مع الآخرين.
4- تشتت الانتباه وانخفاض الأداء الأكاديمي للطفل:
- الألعاب الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى تشتت الانتباه، مما يؤثر على قدرة الأطفال على التركيز في المهام الأخرى مثل الدراسة والواجبات المنزلية.
- كما أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في اللعب قد يجدون صعوبة في إدارة وقتهم بشكل فعال مما يمكن أن يؤدي إلى تراجع في الأداء الأكاديمي، وهناك دراسة من جامعة “Stanford” في 2023 أظهرت أن الأطفال الذين يلعبون الألعاب الإلكترونية لأكثر من ساعتين يومياً يحصلون على درجات أقل في المدرسة مقارنة بأقرانهم.
في الختام، التكنولوجيا لها دور كبير في حياتنا اليومية، ويمكن أن تكون أداة مفيدة لتعلم الأطفال وتواصلهم، فمن خلال الوعي بالمخاطر ووضع استراتيجيات فعالة يمكننا مساعدة الأطفال في الاستفادة من التكنولوجيا بشكل صحي ومتوازن مما يضمن نموهم النفسي والاجتماعي بشكل سليم.
المصادر