ما هو الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟…أعراضه وأسبابه وتشخيصه وعلاجه
كل ما تريد معرفته عن الحزام الناري ( الهربس النطاقي )
الحزام الناري ( الهربس النطاقي ) عدو خفي يهدد كبار السن
تخيل شعورًا حارقًا على جانب واحد من جسمك يصاحبه طفح جلدي أحمر مثير للحكة، فهذا هو الحزام الناري، عدو خفي يهدد كبار السن بشكل خاص.
في هذا المقال سنتعرف على ما هو الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟، وأعراضه وأسبابه، وكيفية تشخيصه، وطرق علاجه والوقاية منه، ومضاعفاته، وسنجيب عن الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهانكم.
ما هو الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟
مرض الحزام الناري، المعروف أيضاً بالهربس النطاقي، هو عدوى فيروسية تسببها العودة أو الانتعاش لفيروس جدري الماء الذي يسمى فيروس الحماق النطاقي (Varicella zoster virus)، وتسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، وهذا الفيروس نفسه هو المسؤول عن الإصابة بجدري الماء عند الأطفال، وبعد الشفاء من جدري الماء، يبقى الفيروس كامنًا في خلايا الجسم، خاصة في العقد العصبية.
ما هي أعراض الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟
أعراض الحزام الناري تتنوع وتتطور عادةً على مراحل، وقد تشمل الآتي:
- ألم موضعي: يعتبر الألم المبكر والموضعي من العلامات الأولى للحزام الناري، فقد يشعر الأشخاص بالحرقة، الوخز، النبض، أو الألم الشديد في منطقة معينة من الجلد، ويكون عادةً على جانب واحد من الجسم.
- طفح جلدي: بعد بضعة أيام من بدء الألم يظهر طفح جلدي أحمر اللون، ويتطور هذا الطفح إلى مجموعات من البثور المملوءة بالسائل التي تنفجر وتتقشر خلال 7 إلى 10 أيام.
- احمرار وتورم: المناطق المصابة قد تظهر احمرار وتورم.
- حكة: بعض المرضى قد يعانون من حكة في المنطقة المصابة، خاصة بعد أن تبدأ البثور في التقشر.
- أعراض عامة: قد يعاني بعض الأشخاص من الحمى، التعب، الصداع، والحساسية للضوء.
- ألم مستمر (الألم العصبي التالي للهربس): وهو ألم يستمر حتى بعد شفاء الطفح الجلدي ويمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات، وهذه الحالة تعرف باسم الألم العصبي التالي للهربس وهي أكثر شيوعًا في الأشخاص الأكبر سنًا.
ما هي أسباب الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟
أسباب الحزام الناري ترتبط بإعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي (Varicella zoster virus) الذي يظل كامنًا في الجسم بعد الإصابة الأولية بجدري الماء (الجدري)، وتحدث هذه العودة للفيروس عادة عندما يضعف جهاز المناعة لأحد الأسباب التالية:
- التقدم في السن: فالأشخاص فوق سن الخمسين هم أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري نظرًا للانخفاض الطبيعي في كفاءة الجهاز المناعي مع التقدم في العمر.
- أمراض المناعة الذاتية: الأمراض التي تؤثر على الجهاز المناعي مثل الإيدز، السكري، أو الأمراض الروماتيزمية قد تزيد من خطر تفعيل الفيروس مرة أخرى.
- العلاجات الطبية التي تضعف المناعة: مثل العلاج الكيميائي، العلاج بالأشعة، أو استخدام أدوية تثبيط المناعة لزراعة الأعضاء أو علاج الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي.
- الإجهاد النفسي والجسدي: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تضعيف جهاز المناعة ويزيد من احتمالية تنشيط الفيروس.
- إصابات الجلد أو التعرض للإشعاع: قد يحفز هذا الفيروس على الظهور مجدداً في المناطق المصابة من الجلد.
- عوامل أخرى: مثل التعب الشديد، التغيرات الهرمونية، والمرض، يمكن أن تلعب دورًا في تنشيط الفيروس.
كيفية تشخيص الحزام الناري ( الهربس النطاقي )
تشخيص الحزام الناري عادةً ما يكون قائمًا على الأعراض السريرية التي يعاني منها المريض، خصوصًا الألم والطفح الجلدي النموذجي الموضعي على جانب واحد من الجسم، ومع ذلك قد يستخدم الأطباء عدة طرق لتأكيد التشخيص، وتشمل:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الطفح الجلدي والاستماع لتاريخ المريض الطبي، بما في ذلك تفاصيل الألم وطبيعته وموقعه.
- اختبارات المختبر: يمكن إجراء تحاليل للسوائل من البثور للكشف عن وجود فيروس الحماق النطاقي، وهذا يمكن أن يتم عبر:
- زراعة الفيروس: حيث يتم أخذ عينة من السائل داخل البثور ومحاولة زراعتها لرؤية إن كان الفيروس موجودًا.
- تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): تقنية أكثر حساسية تستخدم لتحديد الحمض النووي الفيروسي من عينة مأخوذة من الطفح الجلدي.
- الفحص المجهري المباشر: يمكن فحص الخلايا من البثور تحت المجهر لرؤية التغييرات التي تسببها العدوى الفيروسية.
- اختبارات الدم: في بعض الحالات قد يطلب الطبيب اختبارات دم لقياس مستويات الأجسام المضادة ضد فيروس الحماق النطاقي خاصة في الحالات التي يصعب فيها تحديد الأعراض.
ما هي مضاعفات الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟
يمكن أن يسبب الحزام الناري العديد من المضاعفات، بعضها قصير المدى والبعض الآخر طويل المدى خاصة عند كبار السن أو الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، وفيما يلي بعض من أهم مضاعفاته:
1. الألم العصبي التالي للهربس (PHN):
هو أكثر المضاعفات شيوعًا للحزام الناري، ويتميز بألم حارق أو وخز في نفس المنطقة التي ظهر فيها الطفح الجلدي، ويمكن أن يستمر هذا الألم لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات بعد شفاء الطفح الجلدي، وفي بعض الحالات يكون الألم شديدًا لدرجة أنه يعيق القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
2. التهاب العيون:
يمكن أن يصيب الحزام الناري العيون مما قد يؤدي إلى التهاب القرنية أو التهاب الملتحمة، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن يؤدي التهاب العيون إلى فقدان البصر.
3. التهاب الدماغ:
هو مضاعفة نادرة ولكنها خطيرة للحزام الناري، حيث يُسبب التهابًا في الدماغ أو النخاع الشوكي، ويمكن أن تنتج عنه أعراض مثل الصداع والحمى والارتباك والنوبات.
4. الالتهابات البكتيرية:
يمكن أن تصيب البثور الناتجة عن الحزام الناري بالعدوى البكتيرية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تكوين صديد وتقرحات.
5. متلازمة رامسي هانت:
هي مضاعفة نادرة للحزام الناري تصيب الأعصاب في الوجه، ويمكن أن تسبب شللًا في الوجه وصعوبة في السمع وفقدان التذوق.
6. السكتة الدماغية:
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الحزام الناري قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
7. مضاعفات أخرى:
يمكن أن يسبب الحزام الناري أيضًا مضاعفات أخرى مثل: التعب، وفقدان الوزن، والاكتئاب، والقلق.
8. الراحة:
من المهم الحصول على قسط كافٍ من الراحة للمساعدة في الشفاء.
9. السوائل:
من المهم شرب الكثير من السوائل للمساعدة في ترطيب الجسم.
10. تجنب ملامسة الآخرين:
يمكن أن ينتقل فيروس الحماق النطاقي من شخص مصاب بالحزام الناري إلى شخص لم يصب بجدري الماء، لذلك من المهم تجنب ملامسة الآخرين خاصة الأطفال والنساء الحوامل حتى يشفى الطفح الجلدي تمامًا.
وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب علاجات أخرى، مثل العلاج الطبيعي أو العلاج النفسي للمساعدة في التعامل مع الألم العصبي التالي للهربس، ومن المهم مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي من أعراض الحزام الناري خاصة إذا كنت من كبار السن أو تعاني من ضعف في جهاز المناعة، فالعلاج المبكر يمكن أن يساعد في تحسين فرصك في الشفاء التام وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات.
ما هي طرق الوقاية من الحزام الناري ( الهربس النطاقي )؟
الوقاية من الحزام الناري تعتمد بشكل أساسي على استخدام اللقاح إلى جانب بعض الإجراءات الأخرى التي يمكن اتباعها للحد من انتشار الفيروس وتقوية الجهاز المناعي، وإليك بعض الطرق الأساسية للوقاية:
1- اللقاح ضد الجديري المائي (جدري الماء):
يستخدم للأطفال، ويُوصى بالحصول علىه حتى يمكن أن يحمي من الإصابة بجدري الماء وبالتالي يقلل من خطر تطوير الحزام الناري لاحقًا في الحياة.
2- لقاح الحزام الناري:
يستخدم للبالغين، وخصوصًا كبار السن، وهو أكثر الطرق فعالية للوقاية من الحزام الناري، ويتوفر لقاحان للحزام الناري زوستافاكس (Zostavax)، وشينغريكس (Shingrix)، ولكن يُوصى بلقاح شينغريكس (Shingrix) الذي أظهر فعالية عالية في الوقاية من الحزام الناري ومضاعفاته مثل الألم العصبي التالي للهربس، و يُوصى بأخذ هذا اللقاح للأشخاص فوق الخمسين عامًا حتى وإن سبق لهم الإصابة بالحزام الناري، ولا يُنصح بتلقي لقاح الحزام الناري إذا كنت حاملًا أو مرضعة.
3- تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين:
يمكن أن ينتقل فيروس الحماق النطاقي من شخص مصاب بالحزام الناري إلى شخص لم يصب بجدري الماء، ولذلك من المهم تجنب ملامسة بثور الشخص المصاب بالحزام الناري، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة الحرص بشكل خاص على تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بالحزام الناري.
4- الحفاظ على صحة الجهاز المناعي:
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم على تقوية جهاز المناعة مما قد يساعد في الوقاية من الحزام الناري.
5- إدارة التوتر:
يمكن أن يؤدي التوتر إلى ضعف جهاز المناعة مما قد يزيد من خطر الإصابة بالحزام الناري، ولذلك من المهم إيجاد طرق لإدارة التوتر، مثل تقنيات الاسترخاء أو ممارسة الرياضة.
كما يجب غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة الأسطح خاصة عند وجود شخص مصاب بالهربس النطاقي.
ما مدى انتشار الحزام الناري( الهربس النطاقي )؟