دواء Acetylsalicylic acid لماذا يستخدم هذا الدواء؟
دواء Acetylsalicylic acid | دواعي الاستعمال والأثار الجانبية
دواء Acetylsalicylic acid، حمض الأسيتيل ساليسيليك المعروف تجاريًا بالأسبرين، هو واحد من أكثر الأدوية شهرة وانتشارًا في العالم، ويُعتبر هذا المركب الكيميائي حجر الزاوية في العديد من الأدوية التي نستخدمها يوميًا لعلاج الألم، والحمى، والالتهابات، ولكن خلف هذا الاسم البسيط يكمن تاريخ طويل من البحث والاكتشافات العلمية التي جعلت من الأسبرين علاجًا ثوريًا.
تم اكتشاف الأسبرين في أواخر القرن التاسع عشر بواسطة الكيميائي الألماني فليكس هوفمان، وفي البداية كان الأسبرين يُستخرج من لحاء شجرة الصفصاف، حيث عُرفت خصائصه المضادة للالتهابات والآلام منذ العصور القديمة، أما اليوم،فحمض الأسيتيل ساليسيليك يتم تصنيعه صناعيًا ويُستخدم على نطاق واسع.
فدعونا في هذا المقال نتعرف على كل ما يخص دواء Acetylsalicylic acid، من آلية عمله وآثاره الجانبية، وموانع استخدامه والاحتياطات والتداخلات الدوائية له.
آلية عمل دواء Acetylsalicylic acid الأسيتيل ساليسيليك
الأسبرين يعمل بشكل رئيسي من خلال تثبيط إنزيمين رئيسيين يُعرفان بـ COX-1 وCOX-2، وهذان الإنزيمان يلعبان دورًا أساسيًا في إنتاج البروستاغلاندينات، فيعمل الأسبرين يعمل كمثبط غير قابل للعكس لإنزيم COX، ويتفاعل مع مجموعة الأستيل على الإنزيم COX، مما يؤدي إلى تغيير بنية الإنزيم ومنع قدرته على تحويل الأحماض الدهنية إلى بروستاغلاندينات، والبروستاغلاندينات هي مواد كيميائية تلعب دورًا رئيسيًا في استجابة الجسم للالتهاب والألم.
من خلال تقليل مستويات البروستاغلاندينات، يساعد الأسبرين في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب، فالبروستاغلاندينات تُنتج بشكل أساسي في مواقع الالتهاب والإصابة، وتساهم في تعزيز الإحساس بالألم وزيادة الالتهاب، وتعمل البروستاغلاندينات أيضًا على رفع درجة حرارة الجسم كاستجابة للالتهاب، وبتقليل إنتاجها يُسهم الأسبرين في خفض الحمى.
يقوم الأسبرين بتثبط COX-1 في الصفيحات الدموية، مما يقلل من إنتاج ثرومبوكسين A2، وهو مركب يساهم في تجلط الدم، بتقليل ثرومبوكسين A2، يقلل الأسبرين من قدرة الصفيحات على التكتل، مما يُقلل من خطر تكوين جلطات دموية.
دواعي استعمال دواء Acetylsalicylic acid الأسيتيل ساليسيليك
1. تخفيف الألم:
الأسبرين يعمل كمضاد للالتهابات غير الستيرويدية (NSAID)، مما يعني أنه يخفف الألم من خلال تقليل الالتهاب الذي يسبب الألم، ويُستخدم الأسبرين لتخفيف الألم الناتج عن الصداع، وآلام العضلات، وآلام الظهر، وآلام الدورة الشهرية، وألم الأسنان.
2. تقليل الالتهابات:
يساهم الأسبرين في تقليل الالتهاب الذي يحدث في حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الأوتار. هذا التأثير يساعد في تخفيف التورم والاحمرار والتصلب في مناطق الالتهاب، ويُستخدم الأسبرين لعلاج حالات الالتهاب الحاد والمزمن، بما في ذلك التهاب المفاصل والتهاب الأوتار.
3. خفض الحمى:
يعمل الأسبرين على تقليل مستويات البروستاغلاندينات في الدماغ، والتي تساهم في رفع درجة حرارة الجسم أثناء الحمى، ومن خلال خفض هذه المواد الكيميائية يساعد الأسبرين في خفض درجة الحرارة المرتفعة، ويُستخدم الأسبرين كعلاج فعال للحمى المرتفعة الناجمة عن العدوى أو الأمراض الأخرى.
4. الوقاية من الأمراض القلبية:
- يقلل الأسبرين من قدرة الصفيحات على التكتل، مما يساعد في الوقاية من الجلطات الدموية، ويُستخدم الأسبرين بجرعات منخفضة كوسيلة وقائية للأشخاص المعرضين لخطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، حيث يساعد في تقليل حدوث تجلط الدم.
5. علاج الأمراض القلبية الوعائية:
بفضل تأثيره المضاد للتخثر، يُستخدم الأسبرين أيضًا في العلاج بعد الأزمات القلبية لتحسين تدفق الدم ومنع تكرار الجلطات، ويُعطى الأسبرين للمرضى بعد إجراء عمليات قلبية معينة أو بعد حدوث نوبات قلبية لتحسين النتائج العلاجية والوقاية من المضاعفات.
6. معالجة الأمراض الالتهابية النادرة:
التهاب الشرايين ذات الخلايا العملاقة (Giant Cell Arteritis):
يستخدم الأسبرين في بعض الحالات لعلاج التهاب الشرايين، وهو حالة نادرة تؤدي إلى التهاب في الشرايين الكبيرة.
مرض Still’s Disease:
وهو نوع نادر من التهاب المفاصل يتميز بحمى عالية وآلام مفصلية، ويمكن للأسبرين أن يكون جزءًا من خطة العلاج.
7. معالجة حالات تجلط الدم في بعض الحالات:
الوقاية من الجلطات الدموية في الأطراف (Deep Vein Thrombosis):
في حالات معينة، يُستخدم الأسبرين لتقليل خطر تجلط الدم في الأوردة العميقة.
الوقاية من الجلطات الرئوية (Pulmonary Embolism):
يُستخدم في بعض الحالات الوقائية بعد إصابة خطيرة أو جراحة لتقليل خطر الجلطات التي قد تصل إلى الرئتين.
موانع استخدام دواء Acetylsalicylic acid الأسيتيل ساليسيليك
1. الحساسية تجاه الأسبرين:
الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية للأسبرين أو أي من مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) يجب عليهم تجنب استخدام الأسبرين، وتشمل أعراض الحساسية الشائعة الطفح الجلدي، والحكة، والتورم، وضيق التنفس.
2. اضطرابات النزيف:
يُنصح بتجنب الأسبرين في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف مثل الهيموفيليا أو الذين لديهم تاريخ من نزيف الجهاز الهضمي، فالأسبرين يمكن أن يزيد من خطر النزيف بسبب تأثيره المضاد للتخثر، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالات النزيف.
3. القرحة المعدية والنزيف الهضمي:
يجب تجنب الأسبرين في الأشخاص الذين لديهم تاريخ من القرحة المعدية أو النزيف الهضمي، فالأسبرين قد يسبب تهيجاً في بطانة المعدة ويزيد من خطر النزيف المعدي.
4. الأمراض الكلوية والكبدية الشديدة:
يُنصح بتجنب استخدام الأسبرين في الأشخاص الذين يعانون من أمراض كلوية أو كبدية حادة، فالأسبرين قد يفاقم الحالة بسبب تأثيره على وظيفة الكلى أو الكبد.
5. الحمل والرضاعة:
يُفضل تجنب الأسبرين خلال الثلث الثالث من الحمل، وقد يكون من الأفضل تجنبه أيضًا خلال الثلثين الأولين إلا إذا أوصى به الطبيب، فاستخدام الأسبرين في مراحل متقدمة من الحمل يمكن أن يزيد من خطر المضاعفات مثل مشاكل في القلب والرئة لدى الجنين.
6. الأطفال والمراهقين المصابين بالفيروسات:
يجب تجنب استخدام الأسبرين لدى الأطفال والمراهقين دون سن السادسة عشر المصابين بالفيروسات مثل الأنفلونزا أو الجدري، حيث ارتبطت استخدامات الأسبرين لدى الأطفال المصابين بالفيروسات بظهور متلازمة راي، وهي حالة نادرة ولكن خطيرة تؤثر على الكبد والدماغ.
7. استخدام الأسبرين مع أدوية أخرى:
يجب توخي الحذر عند استخدام الأسبرين مع أدوية أخرى مثل مضادات التخثر أو الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، حيث أن تفاعل الأسبرين مع أدوية أخرى قد يزيد من خطر النزيف أو يسبب تفاعلات غير مرغوب فيها.
8. التهاب الأمعاء:
يجب تجنب الأسبرين في الأشخاص الذين يعانون من التهاب الأمعاء مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، فالأسبرين يمكن أن يسبب تهيجًا إضافيًا في الأمعاء ويزيد من أعراض الالتهاب.
9. ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه:
الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد يجب أن يكونوا حذرين عند استخدام الأسبرين، فالأسبرين يمكن أن يسبب احتباس السوائل أو يؤثر على عمل الأدوية الأخرى المستخدمة لخفض ضغط الدم.
10. الأمراض القلبية الحادة أو النوبات القلبية الحادة:
في حالات النوبات القلبية الحادة، قد يحتاج الأطباء إلى تجنب الأسبرين أو استخدامه بحذر شديد، فاستخدام الأسبرين يجب أن يتم تحت إشراف طبي دقيق، لأن هناك أدوية أخرى قد تكون أكثر فعالية في هذه الحالات.
11. استخدام الأسبرين في الجرعات العالية:
الجرعات العالية من الأسبرين قد تكون موانع استخدامها في حالات معينة مثل الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الكلى أو الكبد، فالجرعات العالية يمكن أن تزيد من خطر الآثار الجانبية مثل التسمم بالأسبرين، والذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
12. المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مناعية:
يجب توخي الحذر عند استخدام الأسبرين في الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية مزمنة أو حالات صحية شديدة، فالأسبرين قد يتفاعل مع الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج هذه الأمراض ويؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة.
13. الأشخاص الذين يخضعون لجراحة كبرى:
يُنصح عادةً بتجنب الأسبرين قبل وبعد الجراحة الكبرى، فالأسبرين يمكن أن يزيد من خطر النزيف أثناء وبعد الجراحة، مما يتطلب توقف استخدامه مسبقًا.
14. تناول الكحول:
يجب توخي الحذر عند تناول الأسبرين مع الكحول، فالجمع بين الأسبرين والكحول يمكن أن يزيد من خطر تهيج المعدة والنزيف.
احتياطات استخدام دواء Acetylsalicylic acid الأسيتيل ساليسيليك
يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول دواء Acetylsalicylic acid الأسيتيل ساليسيليك في الحالات الآتية:
- إذا كنت تعاني من حالات طبية مزمنة مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، أو اضطرابات النزيف.
- إذا كنت تعاني من قرحة معدية أو لديك تاريخ من مشاكل في المعدة، حيث يمكن أن يتسبب الأسبرين في تهيج المعدة.
- إذا كنت حاملاً، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، حيث يعبر عبر المشيمة للجنين، أو ترضعين لأنه يفرز في الحليب للطفل، ويجب استشارة الطبيب لتحديد مدى أمان استخدام الأسبرين.
- إذا كنت تفكر في إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين، ينبغي عليك استشارة طبيب لتجنب مخاطر محتملة مثل متلازمة راي.
- إذا كنت تستخدم أدوية أخرى، خاصة الأدوية المضادة للتخثر أو أدوية لعلاج مشاكل ضغط الدم، يجب استشارة طبيب لتجنب التفاعلات المحتملة.
- إذا كنت تعاني من ردود فعل تحسسية تجاه الأسبرين أو أي أدوية مشابهة.
- إذا كنت ستخضع لجراحة أو إجراء طبي، حيث يمكن أن يؤثر الأسبرين على تخثر الدم ويزيد من خطر النزيف، ويجب التوقف عن تناوله بحوالي 15 يوم، أو على حسب ما يحدده الطبيب.
- إذا كنت تعاني من مشاكل في الكلى أو الكبد، ينبغي استشارة الطبيب لتحديد مدى أمان استخدام الأسبرين.
التداخلات الدوائية لدواء Acetylsalicylic acid الأسيتيل ساليسيليك
تعتبر التداخلات الدوائية من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها عند تناول الأسيتيل ساليسيليك (الأسبرين)، وإليك أبرز التداخلات الدوائية التي يمكن أن تحدث مع الأسبرين:
- الأدوية المضادة للتخثر: مثل الوارفارين والهيبارين، فاستخدام الأسبرين مع هذه الأدوية قد يزيد من خطر النزيف.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، فتناول الأسبرين مع هذه الأدوية قد يزيد من خطر الآثار الجانبية المتعلقة بالمعدة.
- الأدوية الخافضة للضغط: مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) ومدرات البول، فالأسبرين قد يقلل من فعالية هذه الأدوية في خفض ضغط الدم.
- أدوية معالجة السكري: مثل الميتفورمين أو الأنسولين، حيث يمكن أن يؤثر الأسبرين على مستويات السكر في الدم ويحتاج إلى مراقبة دقيقة.
- المضادات الحيوية: مثل الميثينامين أو السيبروفلوكساسين، حيث أن الأسبرين قد يؤثر على امتصاص أو فعالية بعض المضادات الحيوية.
- الأدوية المهدئة: مثل الأدوية المهدئة أو المنومة، حيث أن تناول الأسبرين مع هذه الأدوية قد يزيد من تأثيرها المهدئ ويؤدي إلى زيادة النعاس.
- المنتجات العشبية والمكملات الغذائية: مثل الجينسنج أو الثوم، فقد تؤثر بعض المكملات على تخثر الدم وتزيد من خطر النزيف عند تناولها مع الأسبرين.
- الأدوية التي تؤثر على الكبد: مثل بعض الأدوية المضادة للفطريات والمضادات الحيوية، فيمكن أن تؤثر على كيفية استقلاب الأسبرين في الجسم.
- أدوية تقليل الحموضة: مثل مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو المغنيسيوم، فقد تؤثر هذه الأدوية على امتصاص الأسبرين، مما قد يقلل من فعاليته.
- الأدوية المستخدمة لعلاج النقرس: مثل الأدوية التي تحتوي على البروبينسيد، حيث أن الأسبرين يمكن أن يقلل من فعالية هذه الأدوية في علاج النقرس.
- الأدوية المستخدمة لعلاج الذبحة الصدرية: مثل الكلوبيدوغريل (Plavix)، فالجمع بين الأسبرين وكلوبيدوغريل قد يزيد من خطر النزيف.
- أدوية معالجة السرطان: مثل بعض أدوية العلاج الكيميائي، حيث يمكن أن تتفاعل مع الأسبرين وتزيد من خطر الآثار الجانبية.
- الأدوية الخاصة بالكولسترول: مثل الستاتينات، فقد تحتاج إلى مراقبة إضافية لتجنب أي تفاعلات غير مرغوب فيها.
- أدوية علاج الاضطرابات النفسية: مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان، فقد تتفاعل مع الأسبرين وتؤثر على فعالية أو آثار هذه الأدوية.
- الأدوية المستخدمة لعلاج الصرع: مثل الفينيتوين، حيث أن الأسبرين قد يؤثر على مستويات هذه الأدوية في الدم ويحتاج إلى مراقبة دقيقة.
- أدوية الجهاز التنفسي: مثل الكورتيكوستيرويدات المستنشقة، فالجمع بين الأسبرين والكورتيكوستيرويدات قد يزيد من خطر حدوث آثار جانبية في المعدة.